سلسلة : الناس في رمضان / المتاجرون مع الله

مشرف عدد الرسائل : 831 تاريخ التسجيل : 08/06/2008

السلام عليكم

المتاجرون مع الله

ليسوا بالضرورة أغنياء جيوب أو أصحاب ثروات كبيرة ونقود كثيرة بقدر ما هم أغنياء نفوس بالدين و الايمان و التقوى . ينظرون الى الدنيا بعين الذل و المهانة ، مدركون لحقيقتها وبأنها لا تساوي جناح بعوضة ، هي المتاع الذي يغري العباد فينجذبون اليه في تعطش ولهفة ، وفي سرعة برق تنتهي مدتها فيكتشفون خداعها وزيفها وأنهم كانوا يعيشون في وهم، سرعان ما انقشع الضباب عنه .
وما العمل اذن؟؟
هناك سبيل أنجع ومسلك أقوى وأصلح ، سبيل المتاجرة مع الله تعالى الذي اختار أصحابه من خلاله كسب رضا الرحمن و الفوز بالجنة . المبدأ في هذه المتاجرة يقول بأن العمل يكون لوجه الله ، الاخلاص أمر حتمي ، وعقد العزم و النية الحسنة شيء مطلوب. فالمتاجرون مع الله أشخاص يشتغلون في الخفاء ، قد يتصور البعض منا انهم منعدمون أو قليلون في زماننا ، ولكنهم موجودون حاضرون على مر الأزمنة ، يعلم الله وحده كثرتهم وعددهم ، يمشون في الخير مثلما لطريق الشر مشاته ، من قليل يجودون على غيرهم بغية الانتفاع العام ، لا مساحة لعبارة : ّ معي ما يكفيني لوحدي ّ في حياتهم ، كل ما يملكونه وهبوه لله تعالى وجعلوه تحت أمر غيرهم من المحتاجين ، كيف لا وهم يعلمون أن ما عند الله أعظم ، وما ينتظرهم بعد الرحيل أضمن و أبقى .
في رمضان يضاعفون الجهد ، يتهربون من الكشف عن أنفسهم وهم يسعون في الخيرات ، يتبرعون هنا ، يتطوعون هناك ، يؤثرون على أنفسهم وهم في حالة خصاص ، ينشدون أن تسجل أسماؤهم ضمن العتقاء من النار ، يرحمون ويعفون عن الظالمين أملا في أن يجازيهم الخالق سبحانه خير الجزاء ، فيتجاوز بالمقابل عن خطاياهم ويمحو ذنوبهم .
لن نخسر شيئا ان أخلصنا النية لله تعالى وقررنا المضي في دروب الخير ، سوف نجد الرزق يتدفق علينا من كل جانب ومن حيث لا نحتسب . فرصتنا الآن ونحن في رمضان أن نطرق باب المتاجرة مع الله ، انه موضوع رهن اشارة الجميع فهل من طارق ؟؟

بقلم الكاتبة : أسماء التمالح

[/center][/size]