الفكر الوضاح مشرف
عدد الرسائل : 831 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: الناس في رمضان / رواد المساجد السبت 29 أغسطس - 23:33 | |
|
السلام عليكم
المساجد بيوت الله ، فيها نقف بين يديه سبحانه وتعالى و الملائكة تحفنا من كل جانب ، فيها تخشع قلوبنا وتدمع أعيننا وترفع أكفنا بالدعاء ، فيها يتلى القرآن الكريم ، و من داخلها يرفع الآذان لاقامة الصلاة ليسارع الجميع بتلبية النداء وأداء واجبه الديني . في رمضان ، تشهد المساجد اقبالا مكثفا لعدد المصلين صغارا وكبارا ، وكم هو جميل أن تبصر عيونك حشود المسلمين و المسلمات وهم يقصدون بيت الله أو مغادرين له بعد الصلاة ، مشهد مؤثر فعلا ان دل على شيء فانما يدل على عزة الاسلام وكرامته وعظمته ، وليس هناك أحلى من دين الاسلام ، دين التسامح و التراحم و التعايش و السلام . المثير للأسف هو أن نلاحظ ظواهر ربما هي حاضرة باستمرار أو تتكرر من وقت لأخر ، ظواهر تسيء لعقيدتنا وتضرب ايماننا الذي يتحتم ان يكون قويا ، مستنبطة أصوله من أحكام الشرع واتباع تعاليم الشريعة السمحاء . نقصد هنا ما ينجم عن الكبارأولا من سلوكات داخل المساجد ، كأن يتدافعون في صورة فوضوية الى الصف الأول ، أو يحجز المصلي وقت الصلاة مكانا بجنبه لآخرصديقا كان أو قريبا أو جارا غائبا قد تقوده ظروفه لحضور الصلاة وقد يتخلف ، مبعدا كل من يقترب من اتمام الصف أو سد الفراغ الحاصل بدعوى ان المكان محجوز لشخص معين ، او كأن يتبادل المصلون الشتم وألفاظ السباب داخل المسجد لسبب أو لآخر غالبا ما يكون تافها ودون جدوى ، محدثين بلبلة وفتنة بين المصلين الآخرين ومعكرين عليهم صفو تعبدهم ، وأستحضر هنا ما حدث لأحد المصلين مرة ، و الذي تلقى ضربة قوية أثناء الصلاة من شخص كان يصلي بمحاذاته بعد أن لامسه بغير قصد أثناء التأهب للسجود ، ليتبين في الأخير أن المصلي المعتدي مصاب بداء الوسواس القهري ، الشيء الذي استوجب على الأخر تحمل الاصابة واحتساب الأجر عند الله . أيضا لا يخفى على الجميع ما ينجم عن الصغار من تصرفات لا مسؤولة داخل المساجد ، والتي تتطلب تدخلا سريعا من طرف أولياء أمورهم لنهيهم وتحذيرهم من خطورة ما يرتكبون من أفعال تغضب الله عز و جل وتلحق الأذى بعباده ، فهؤلاء صبية أخذوا لهم مكانا بصفوف المصلين من غير طهارة ووضوء ، قصدوا المسجد بنية اللعب و الشغب و التشويش على المصلين ، يضحكون على طريقة وقوف هذا في الصلاة ، ويلمزون في ذاك وهم يصدرون أصواتا أقرب ما تكون لحيوانات أليفة ، و السؤال : أليس للمساجد حرمات ؟ ليت الأمر يقف عند هذا الحد ، فهناك من يتوجه لبيوت الله بغرض السرقة ، مغتنما فرصة انشغال الجميع بأداء الصلاة ، وفي جو من السكينة و الارتياح التام يجمع ما طاب له من أحذية تاركا أصحابها من المصلين يعودون الى بيوتهم حفاة ،ان لم يجدوا من يزودهم بحذاء يعوض المسروق . هذا جزء مما تشهده المساجد من مخالفات تتعدد من حيث الشكل و الحيثيات، واذا كان رمضان شهر الاجتهاد و السعي نحو العمل الدؤوب لكسب مرضاة الله عند البعض ، فانه يبقى لدى البعض الأخر - هداهم الله - مناسبة لجني السيئات على مختلف المستويات . وعليه ، فلا بأس أن نذكر بأن المساجد لها حرمات يجب مراعاتها وعدم انتهاكها ، وهي ان كانت مفتوحة في وجه العموم من المسلمين و المؤمنين ، فلهدف نبيل وسامي أساسه التقرب الى الله عز وجل ونيل الحسنات ، لا بتزكية الذنوب و المعاصي . فلماذا لا نحترم قدسية مساجدنا ؟؟
منقول عن الكاتبة : أسماء التمالح [/size] | |
|