المراهق كيف نتواصل معه ؟؟

تعتبر المراهقة فترة عمرية لابد أن يمر بها الجميع ، وحسب بعض الأخصائيين و المهتمين بالمجال النفسي فالمراهقة تبدأ مع البلوغ ، أما نهايتها فمجهولة وليست معروفة أو محددة بوقت أو سن معينة ، اذ لا يمكن الحديث عن شخص راشد الا عند تحقق الاستقلال المادي و الثقافي و الاجتماعي ، وهو ما يصعب حاليا تحقيقه في هذا العصر ، حيث يظل الانسان مراهقا ربما لفترة أطول مالم يتحقق هذا الاستقلال على المستويات الثلاث ، والتي تشكل ترابطا مهما لا يخضع للتجزيء .
امعروف أن الطفل عند البلوغ تطرأ عليه عدة تغيرات عضوية تظهر على جسمه وتختلف باختلاف نوعية جنسه من ذكر الى أنثى ، من هذه التغيرات مثلا خشونة الصوت ، ظهور الشارب ، نزول مني ...الخ ، وعند الأنثى ظهور ما يعرف بالحيض ، اتساع الحوض ، ظهور الثديين ...الى جانب هذا تعرف شخصية المراهق بدورها تقلبا على مستوى المزاج ، حيث يصبح انسانا حاد المزاج بعدما كان في السابق منشرحا ومسرورا على طول الوقت ، تطغى عليه ملامح حب الظهور والاعتراف به كشخص بالغ لا تجاهله ومعاملته كأنه غير موجود ، يصبح مبالغا في العناد لا يرضى بنصيحة أحد او بتوجيه من أحد ، يعرف الخطأ من الصواب ومع ذلك تجده ميالا الى ما هو سلبي ، وهنا يتحتم على الجميع التدخل لمعالجة الأمر ليس بالعنف والقوة والتسلط انما بالحكمة والاتزان والذكاء في التعامل .

كيف نتواصل مع المراهق ؟؟

المراهق محتاج الينا جميعا ـ آباء كنا أو أسرة أو مجتمعا مدنيا ، كلنا مسؤولون اتجاهه ولا يجب تجاهله او تهميشه من حياتنا ، لأن هذا التهميش لن يقود الا الى نتائج أسوأ ربما تكون نهايتها الانحراف أو نهج طريق الاجرام بدءا من التدخين الى الخمر الى الابحار في عالم المخدرات الذي لا تنتهي مآسيه .
يجب على الراشد أن يحافظ على قوة شخصيته امام المراهق ولا ينحني أبدا الى مستوى تفكيره ، ليدرك هذا الأخير أن هناك من هو أكبر منه وأكثر من خبرة وتجربة في الحياة ، حيث يجدر بالراشد أن يكون في مستوى المسؤولية المنوطة به ، مثلا اذا كان يحذر المراهق الذي أمامه من التدخين عليه اولا أن يكون هو نفسه ليس من المدخنين أو المنحرفين أو المدمنين ، حتى تكون الرسالة الموجهة الى المراهق نظيفة وتؤدي دورها ، كما يجب عليه ان نصح بشيء أن يكون هو في الأصل متحليا به ومتصفا به حتى يكون قدوة لهذا الأخير ومثلا أعلى يتخذه في حياته . على الراشد دائما أن يتجنب أسلوب العنف و القوة والاخضاع مع المراهق لأن الأمر لن يزيد الا في تشعب المشاكل وحدتها ، على الراشد أن يحتوي هذا المراهق ويكون مرنا معه في التعامل ، يسمع له ، يحدثه بلطف ، يعترف به موجودا ، يصادقه ويصاحبه ويحاول أن يكون الحضن الذي يقصده هذا المراهق في كل صغيرة وكبير قد تعترض طريقه . نقول الراشد ونحن نقصد كل ولي أمر أبا كان أو أما أو أخا أو أخت أو أسرة بكاملها ، وما أحلى أن تبنى بيوتنا على الحوار ، وعلى صداقة الكبار للصغار وطبعا في حدود ما يسمح به وما هو معقول ، بذلك نكون قد وفرنا على أنفسنا مشاكل كثيرة نحن في غنى عنها لا محالة .


حصري لأصحاب نت